سئل فضيلة الشيخ بن عثيمين : عن معنى الإخلاص ؟ وإذا أراد العبد بعبادته شيئاً آخر فما الحكم ؟ .
فأجاب بقوله : الإخلاص لله تعالى معناه :" أن يقصد العبد بعبادته التقرب إلى الله سبحانه وتعالى والتوصل إلى دار كرامته ". وإذا أراد العبد بعبادته شيئاً آخر ففيه تفصيل حسب الأقسام التالية : -
القسم الأول : أن يريد التقرب إلى غير الله تعالى في هذه العبادة ونيل الثناء عليها من المخلوقين ، فهذا يحبط العمل وهو من الشرك .وفي الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " قال الله تعالى : أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه " .
القسم الثاني أن يقصد بها الوصول إلى غرض دنيوي كالرئاسة ، والجاه ، والمال دون التقرب بها إلى الله تعالى فهذا عمله حابط لا يقربه إلى الله تعالى، لقوله تعالى: (( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون *أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون )) .
والفرق بين هذا والذي قبله أن الأول قصد أن يثنى عليه من قبل أنه عابد لله تعالى وأما الثاني فلم يقصد أن يثنى عليه من قبل أنه عابد لله تعالى ولا يهمه أن يثني الناس عليه بذلك .
القسم الثالث : أن يقصد بها التقرب إلى الله تعالى والغرض الدنيوي الحاصل بها ، مثل أن يقصد مع نية التعبد لله تعالى بالطهارة تنشيط الجسم وإزالة فضلاته ، وبالحج مشاهدة المشاعر والحجاج ، فهذا ينقص أجر الإخلاص ، ولكن إن كان أغلب عليه نية التعبد فقد فاته كمال الأجر ، ولكن لايضره ذلك باقتراف إثم أو وزر لقوله تعالى في الحجاج : ((ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم )) .
وإن كان الأغلب عليه نية غير التعبد فليسله ثواب في الآخرة ، وإنما ثوابه ما حصله في الدنيا ، وأخشى أن يأثم بذلك لأنه جعل العبادة التي هي أسمى الغايات وسيلة للدنيا الحقيرة، فهو كمن قال الله فيهم : (( ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون )) . وفي سنن أبي داود عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلً قال : يا رسول الله رجلٌ الجهاد ويريد عرض من عرض الدنيا . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا أجر له " . فأعاد ثلاثاً والنبي صلى الله عليه وسلم يقول :" لا أجر له " .
وفي الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه " .
إن تساوى عنده الأمران فلم تغلب عليه نية التعبد ولا نية غير التعبد فمحل نظر . والأقرب أنه لا ثواب له كمن عمل لله تعالى ولغيره .
والفرق بين هذا القسم والذي قبله أن غير غرض التعبد في القسم السابق حاصل بالضرورة و كأنه أراد ما يقتضيه العمل من أمر الدنيا .
فأن قيل : ما هو الميزان لكون مقصوده في هذا القسم أغلبه التعبد أو غير التعبد ؟.
قلنا : الميزان أنه إذا كان لا يهتم بما سوى العبادة حصل له أم لم يحصل فقد دل على أن الأغلب نية التعبد والعكس بالعكس .
وعلى كل حال فإن النية التي هي قول القلب أمرها عظيم وشأنها خطير فقد ترتقي بالعبد إلى درجة الصديقين ، وقد ترده إلى أسفل السافلين ، وقال بعض السلف : ما جاهدت نفسي على شيء مجاهدتها على الإخلاص ،فنسأل الله لنا ولكم الإخلاص في النية والصلاح في العمل.
......
هذا الموضوع سيُقبلُ عليه أقوام
وسيدبرُ عنه أقوام
سيقرأه أقوام الى آخره، ولا يجدون في نفوسهم الا كلّ راحة...
وسيقرأه غيرُهم لكن سيجدون في صدورهم شيئاً من الضيق والحرج
ومن يطّلع على هذا كلّه عندي وعندك، بالاضافة لي ولك...الله الذي لا تخفى عليه خافية
فيامن ملأ الكبرُ قلبك،
وتحدّث نفسك في كلّ موقف وحال أنك غير الناس
في كلامك عُجب
وفي جلستك خيلاء
وفي حديثك كبر
راجع نفسك...فقد ارتديت ثوباً يُرديك المهالك.
فأجاب بقوله : الإخلاص لله تعالى معناه :" أن يقصد العبد بعبادته التقرب إلى الله سبحانه وتعالى والتوصل إلى دار كرامته ". وإذا أراد العبد بعبادته شيئاً آخر ففيه تفصيل حسب الأقسام التالية : -
القسم الأول : أن يريد التقرب إلى غير الله تعالى في هذه العبادة ونيل الثناء عليها من المخلوقين ، فهذا يحبط العمل وهو من الشرك .وفي الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " قال الله تعالى : أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه " .
القسم الثاني أن يقصد بها الوصول إلى غرض دنيوي كالرئاسة ، والجاه ، والمال دون التقرب بها إلى الله تعالى فهذا عمله حابط لا يقربه إلى الله تعالى، لقوله تعالى: (( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون *أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون )) .
والفرق بين هذا والذي قبله أن الأول قصد أن يثنى عليه من قبل أنه عابد لله تعالى وأما الثاني فلم يقصد أن يثنى عليه من قبل أنه عابد لله تعالى ولا يهمه أن يثني الناس عليه بذلك .
القسم الثالث : أن يقصد بها التقرب إلى الله تعالى والغرض الدنيوي الحاصل بها ، مثل أن يقصد مع نية التعبد لله تعالى بالطهارة تنشيط الجسم وإزالة فضلاته ، وبالحج مشاهدة المشاعر والحجاج ، فهذا ينقص أجر الإخلاص ، ولكن إن كان أغلب عليه نية التعبد فقد فاته كمال الأجر ، ولكن لايضره ذلك باقتراف إثم أو وزر لقوله تعالى في الحجاج : ((ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم )) .
وإن كان الأغلب عليه نية غير التعبد فليسله ثواب في الآخرة ، وإنما ثوابه ما حصله في الدنيا ، وأخشى أن يأثم بذلك لأنه جعل العبادة التي هي أسمى الغايات وسيلة للدنيا الحقيرة، فهو كمن قال الله فيهم : (( ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون )) . وفي سنن أبي داود عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلً قال : يا رسول الله رجلٌ الجهاد ويريد عرض من عرض الدنيا . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا أجر له " . فأعاد ثلاثاً والنبي صلى الله عليه وسلم يقول :" لا أجر له " .
وفي الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه " .
إن تساوى عنده الأمران فلم تغلب عليه نية التعبد ولا نية غير التعبد فمحل نظر . والأقرب أنه لا ثواب له كمن عمل لله تعالى ولغيره .
والفرق بين هذا القسم والذي قبله أن غير غرض التعبد في القسم السابق حاصل بالضرورة و كأنه أراد ما يقتضيه العمل من أمر الدنيا .
فأن قيل : ما هو الميزان لكون مقصوده في هذا القسم أغلبه التعبد أو غير التعبد ؟.
قلنا : الميزان أنه إذا كان لا يهتم بما سوى العبادة حصل له أم لم يحصل فقد دل على أن الأغلب نية التعبد والعكس بالعكس .
وعلى كل حال فإن النية التي هي قول القلب أمرها عظيم وشأنها خطير فقد ترتقي بالعبد إلى درجة الصديقين ، وقد ترده إلى أسفل السافلين ، وقال بعض السلف : ما جاهدت نفسي على شيء مجاهدتها على الإخلاص ،فنسأل الله لنا ولكم الإخلاص في النية والصلاح في العمل.
......
هذا الموضوع سيُقبلُ عليه أقوام
وسيدبرُ عنه أقوام
سيقرأه أقوام الى آخره، ولا يجدون في نفوسهم الا كلّ راحة...
وسيقرأه غيرُهم لكن سيجدون في صدورهم شيئاً من الضيق والحرج
ومن يطّلع على هذا كلّه عندي وعندك، بالاضافة لي ولك...الله الذي لا تخفى عليه خافية
فيامن ملأ الكبرُ قلبك،
وتحدّث نفسك في كلّ موقف وحال أنك غير الناس
في كلامك عُجب
وفي جلستك خيلاء
وفي حديثك كبر
راجع نفسك...فقد ارتديت ثوباً يُرديك المهالك.
No comments:
Post a Comment