Wednesday, November 7, 2012

قصة الصحابي الذي رأي المسيخ الدجال في قبرص

حديث تميم الداري عن المسيح الدجال أكثر ما أثير من جدل حول تميم ورواياته حديث الجساسة ، وهو حديث أخرجه الإمام مسلم ، وروته فاطمة بنت قيس رضي الله عنها من فم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، وهو يحدث الناس عن الدجال ، كما سمعه من تميم الذي كان نصرانياً ثم جاء فأسلم ، وحدث النبيَّ – صلى الله عليه وسلم- بحديث يوافق ما كان يحدث – صلى الله عليه وسلم- أصحابه عن الدجال وصفته . وفيه أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- جلس على المنبر وهو يضحك فقال : ( ليلزم كل إنسان مصلاه ، ثم قال : أتدرون لم جمعتكم ؟


قالوا : الله ورسوله أعلم ،


قال : إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ، ولكن جمعتكم لأن تميماً الداري كان رجلا نصرانيا فجاء فبايع وأسلم ، وحدثني حديثاً وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال ، حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلاً من لخم وجذام ، فلعب بهم الموج شهراً في البحر ، ثم أرفئوا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس ، فجلسوا في أقرب السفينة فدخلوا الجزيرة ، فلقيتهم دابة أهلب كثير الشعر ، لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر ،


فقالوا : – ويلك ما أنت ؟ -


فقالت : أنا الجساسة. –


قالوا : وما الجساسة ؟ -


قالت : أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير ، فإنه إلى خبركم بالأشواق. -


قال : لما سمت لنا رجلاً فرقنا منها أن تكون شيطانة. -


قال : فانطلقنا سراعاً حتى دخلنا الدير ، فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خَلْقاً ، وأشده وثاقاً ، مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد.


قلنا : ويلك ، ما أنت ؟ -


قال : قد قدرتم على خبري ، فأخبروني ما أنتم ؟ -


قالوا : نحن أناس من العرب ركبنا في سفينة بحرية ، فصادفنا البحر حين اغتلم ، فلعب بنا الموج شهراً ، ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه ، فجلسنا في أقربها ، فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر لا يدرى ما قبله من دبره من كثرة الشعر ، فقلنا : ويلك ما أنت ؟ فقالت : أنا الجساسة ، قلنا : وما الجساسة ؟


قالت : اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق ، فأقبلنا إليك سراعاً وفزعنا منها ، ولم نأمن أن تكون شيطانة. -


فقال : أخبروني عن نخل بيسان. -


قلنا : عن أي شأنها تستخبر. -


قال : أسألكم عن نخلها هل يثمر ؟ -


قلنا له : نعم. -


قال : أما إنه يوشك أن لا تثمر ، قال : أخبروني عن بحيرة الطبرية. -


قلنا : عن أي شأنها تستخبر؟ -


قال : هل فيها ماء ؟ -


قالوا : هي كثيرة الماء. -


قال : أما إن ماءها يوشك أن يذهب ، قال : أخبروني عن عين زغر. -


قالوا : عن أي شأنها تستخبر؟ -


قال : هل في العين ماء ، وهل يزرع أهلها بماء العين؟ -


قلنا له : نعم ، هي كثيرة الماء وأهلها يزرعون من مائها. -


قال : أخبروني عن نبي الأميين ما فعل؟ -


قالوا : قد خرج من مكة ونزل يثرب. -


قال : أقاتله العرب ؟ -


قلنا : نعم. -قال : كيف صنع بهم؟ فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه. -


قال لهم : قد كان ذلك؟ -


قلنا : نعم. -


قال : أما إن ذاك خير لهم أن يطيعوه ، وإني مخبركم عني ، إني أنا المسيح ، وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج ، فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة ، فهما محرمتان علي كلتاهما ، كلما أردت أن أدخل واحدة أو واحدا منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتاً يصدني عنها ، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها.


قالت – أي فاطمة – : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وطعن بمخصرته في المنبر ، هذه طيبة هذه طيبة هذه طيبة – يعني المدينة – ألا هل كنت حدثتكم ذلك ؟


فقال الناس : نعم. فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة ، ألا إنه في بحر الشأم أو بحر اليمن ، لا بل من قبل المشرق ، ما هو من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو ، وأومأ بيده إلى المشرق.


قالت: فحفظت هذا من رسول الله – صلى الله عليه وسلم رواه مسلم في صحيحه برقم (2942) ، فهو حديث صحيح

No comments:

Post a Comment